ابتسم مع النحاة
جاء أحدهم إلى نحوي، واراد أن يسأله عن أبيه، ولكنه خاف أن يخطئ في كلامه، فينصب المرفوع، أو يرفع المجرور، أو نحو ذلك، فقال له: هل أباك، أبوك، أبيك هنا؟ فأجابه النحوي: لا، لو، لي، ليس هنا.
****
وقف أحد الفقراء على باب نحوي، وقرعه. فقال النحوي: من بالباب؟ فقال: سائل. فقال: ينصرف. فقال السائل: اسمي أحمد (أحمد: اسم علم ممنوع من الصرف لأنه على وزن الفعل). فقال النحوي لغلامه: أعط سيبويه كسرة خبز.
****
قال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجانبهما السفرجلتان، ودونهما الرمانتان؟ أجاب البائع: بضربتان، ولكمتان، وصفعتان، (فبأي آلاء ربكما تكذبان) .
****
عاد أحدهم نحويا، فقال: ما الذي تشكوه؟ أجاب: حمى جاسية، نارها حامية، منها الأعضاء واهية، والعظام بالية. فقال له: لا شفاك الله بعافية، (يا ليتها كانت القاضية )
****
ركب نحوي في سفينة، فقال للملاح: هل تعرف شيئا في النحو؟ قال: لا. قال: ذهب نصف عمرك! فلما اضطربت السفينة، واشتدت الريح، وكادت السفينة تغرق، قال الملاح للنحوي: هل تعرف السباحة؟ قال: لا. فقال له: ذهب كل عمرك!
****
جاء نحوي يعود مريضا، فطرق بابه، فخرج إليه ولده، فسأله: كيف أبوك؟ قال: يا عم، لقد ورمت رجليه. قال: لا تلحن، قل رجلاه. ثم ماذا؟ قال: ثم وصل الورم إلى ركبتاه. قال: لا تلحن، قل ركبتيه. ثم ماذا؟ قال: مات، وأدخله الله في عيالك وعيال سيبويه، ونفطويه، وجحشويه! (سيبويه ونفطويه: نحويان مشهوران، وجحشويه: من شعراء المجون).
****
عن أبي العيناء عن العطري الشاعر أنه دخل إلى رجل بالبصرة وهو يجود بنفسه، فقال له: يا فلان، قل: لا إله إلا اللهُ (بالضمة)، وإن شئت فقل: لا إله إلا اللهَ (بالفتحة)، والأولى أحب إلى سيبويه.
****
دخل خالد أبو صفوان الحمام، وفيه رجل مع ابنه، فأراد الرجل أن يعرّف خالدا ما عنده من البيان، فقال: يا بني، ابدأ بيداك ورجلاك. ثم التفت إلى خالد، فقال: يا أبا صفوان، هذا كلام قد ذهب أهله. فقال أبو صفوان: هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً!
****
وقع نحوي في حفرة ، فجاء رجل ليخرجه، فصاح به الرجل ليعلم أهو حي أم لا. فقال النحوي: أطلب لي حبلا دقيقا، وشدني شدا وثيقا، واجذبني جذبا رقيقا. فقال له الكناس: امرأتي طالق إن أخرجتك منه. ثم تركه وانصرف.
****
قال أبو زيد للخليل بن أحمد الفراهيدي: لم قالوا في تصغير (واصل) أُوَيصل، ولم يقولوا (وُوَيصل)؟ قال الخليل: كرهوا أن يشبه كلامُهم نباحَ الكلاب!
****
قال أبو العبر: قال لي أبو العباس ثعلب: الظبي معرفة أم نكرة؟ فقلت: إن كان مشويا على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة. فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو!
****
قال أبو علقمة لطبيب يوما: إني أجد معمعة في بطني وقرقرة. فقال له: الطبيب: أما المعمعة فلا أعرفها، وأما القرقرة فهي الضرطة المضمرة.
قال رجل لأبي العيناء: أتأمر بشيئا؟ فقال: نعم، بتقوى الله، وحذف الألف من شيء.
الأربعاء، 9 سبتمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق